ريح يوسف
ريح يوسف
في عالم الرجل والمرأة سمعنا عن قصص حب شهيرة وما لم نسمع أكثر..إذ أن المولي عز وجل قد خلق في كل من الرجل والمرأة عوامل تجذب كل منهما للآخر لكي يتقاربا ويتزاوجا من أجل إعمار هذا الكون وربما يكون النظر هو أول المداخل التي يدخل بها المرء إلي منطقة الإعجاب ثم الحب والزواج.
إلا أن هناك حواس أخري تلعب دورا أساسيا في هذه العملية ومنها السمع مثلا حيث يمكن للإنسان أن يحب امرأة من صوتها قبل أن يراها أو العكس وعندما يراها تكون قد امتلكت مشاعره فيراها أجمل الناس وهي في الحقيقة غير ذلك وفي هذا يقول الشاعر والأذن تعشق قبل العين أحيانا.
إلا أن الشيء الجديد الذي تم اكتشافه حديثا هو الدور الذي يلعبه الأنف دون أن ندري في التجاذب بين الناس عامة والانجذاب بين المحبين بصفة خاصة والذي يسبق العين والأذن ويتفوق عليهما ليس هذا فحسب بل إن له دورا هاما جدا في حدوث الخصوبة والتبويض ونزول الدورة الشهرية .
وعندما نتأمل صنعة الخالق عز وجل نوقن تماما ونؤمن بروعة الخلق وإبداع الخالق فكل من جسم الرجل والمرأة يفرز ما يسمي بـ فيرمونات Pheromones, وهي عبارة عن مواد كيميائية تنبعث جزيئاتها في الهواء دون أن تعطي رائحة متميزة يشعر بها أي منهما إلا أنها مميزة للشخص ولها تأثير فعال إما في الانجذاب أو التنافر بين الرجل والمرأة أو حتى في القبول وعدم القبول علي المستوي الاجتماعي.
أتعرفون أنه في المملكة الحيوانية تفرز الإناث فيرمون الجذب الجنسي..كل إناث المملكة الحيوانية إلا الإنسان ..
فالرجل وحده هو الذي يقوم بإفراز هذا الفيرمون والمسمى بألفا اندروستينولalpha androstenol pheromone حيث يفرز من غدد خاصة به وله تأثيره على النساء..
حينها أدركت الحكمة من قوله تعالى وهو يخاطب النساء آمراً لهن أن: (يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)..
فإذا كان الأمر بالنسبة للرجل أن يغض من بصره فالأسباب كثيرة ومعروفة..أما بالنسبة للمرأة.. فمم تغض بصرها؟..
إن الجزيئات المنبعثة من هذا الفيرمون لا تنتقل إلي مخ المرأة عن طريق العصب الشمي ولكنها تنتقل عن طريق خلايا عصبية حسية موجودة في الغشاء المخاطي المبطن لفتحتي الأنف عندها, ويطلق عليها اختصارا VNO, وتنتقل منه إلي منطقة ما تحت المهاد (الهيبوثلاموس) والتي تعطي الأوامر للغدة النخامية من أجل إفراز الهرمونات المسئولة عن التجاذب والأداء الجنسي..
نعم نعم لقد أدركت خطورة تأثير هذه الفيرمونات على المرأة وعلمت الحكمة البالغة من جراء قوله تعالى ناصحا المرأة بقوله تعالى :يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .
لأن المرأة حينما تلتقط رائحة الفيرمون الجاذب قد يسبب لها تغييرات في كيميائية جسدها والنتيجة معروفة..فالله سبحانه وتعالى يغلق عليها هذا المنفذ قبل أن يفتح الباب..وإلا فأي جمال عند عبد الحليم حافظ ومايكل جاكسون..
ومع أنني لست من أنصار محاولات التفسير العلمي للمعجزات الحسية التي اختص بها الخالق عز وجل رسله لأن المعجزة في تعريفها هي شيء خارق للعادة يأتي به رسول أو نبي ويمكن أن تأتي من غير نبي فتسمي كرامة إلا أنني أجد بعض الآيات من سورة يوسف تقفز إلي ذهني وأنا أتحدث عن هذه الفيرمونات والروائح التي تميز الكائنات المختلفة والبشر حيث يقول المولى عز وجل علي لسان يوسف frown رمز تعبيري اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ *وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ)يوسف93-94.
فكيف شم يعقوب عليه السلام رائحة يوسف عليه السلام؟..لا مجال لفيرمونات الجذب الجنسي هنا..فيعقوب الرجل هو الذي شمّ..وليست أم يوسف هي التي شمت ريح ولدها..فلو حصل هذا الأمر (أقصد أم يوسف عليه السلام)لانتفت المعجزة لأن المرأة في الأصل هي التي تشم الرائحة..
هذا هو الأمر الطبيعي بين الرجل والمرأة..فقد تشم المرأة رائحة الرجل عن بعد لذلك جاء الأمر من السماء بغض بصرها..أما وأن يميز الرجل برائحة معينة ويشمها رجل آخر عن بعد فهنا تكمن المعجزة .
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ)يوسف:94.
التعليقات
Zuhdy Gamalludeen Mohammad كثيرا ما نسمع حوارات بين أم وابنتها حينما يتقدم لها إنسان صاحب شخصية اعتبارية مرموقة ودمث الخلق وصاحب دين..ومع ذلك لا تطيقه الفتاه دون معرفة السبب..
وتطمئنها الأم وهي تهدئ من روعها وتقول لها..اصبري يا بنتي بكره تتعودي على ريحته..
قالتها الأم بالفطرة وهي لا تدري أنها تقول الحق..
Zuhdy Gamalludeen Mohammad قد تحدث كارثة أثناء الحمل..فجأة تتحول المستقبلات الحسية عند المرأة إلى الرمز (سالب)فيستحيل هذا الفيرمون عندها إلى عذاب..فتراها لا تطيق زوجها وبمجرد الاقتراب منها تتغير كيميائية جسدها وتشعر معه بالنفور فإذا ما بعد عنها ..بكت على تصرفها الأحمق تجاهه..
هي مسكينة لا تدري تأثير هذا الفيرمون عليها..وهو أيضا مسكين لا يعرف سببا لنفور زوجته منها..
قابلت هذه المشكلة وعالجتها بفضل من الله تعالى..
Zuhdy Gamalludeen Mohammad ولقد أوضحت الأبحاث أن فترة التبويض عند المرأة تتأثر بوجود نسبة من هذه الفيرمونات وبالتالي فقد يؤثر ذلك علي إمكانية وسرعة حدوث الحمل.
ومن حكمة الخالق عز وجل أن إفرازات الجسم التي تحتوي علي هذه الفيرمونات تختلف رائحتها أثناء فترة التبويض عنها قبل نزول الدورة وأثناء نزول الدورة وتكون في أفضل الحالات أثناء فترة التبويض من أجل جذب الرجل كما يزداد لدي المرأة في ذلك الوقت إفراز هرمونات فينيل إيثيل أمين ‘ PEA والدوبامين المنشطة والمسئولة عن إشعال وهج الحب الرومانسي الملتهب وتنبه زيادة الفيرمونات إفراز الهرمون الذكري تستوستيرون عند الرجل لكي يحدث الانجذاب بينهما في هذه الفترة المخصبة من أجل إعمار الكون من خلال التناسل والذرية.
Zuhdy Gamalludeen Mohammad وهذه الروائح هي بصمات يتميز بها كل فرد عن الأخر..
ولعلنا نفهم الآن كيف أن الكلاب البوليسية المدربة يمكنها أن تشم الروائح المختلفة من علي مسافات بعيدة وتتتبع أثارها,وبعضها مدرب علي اكتشاف رائحة المخدرات والمتفجرات لأن لكل مادة في هذا الكون رائحة مميزة.
Ahmadwael Elhakim أولا شكرا على المقال العلمي بأمتياز..
ثانيا: نعم يا شيخي الروائح تفرز..و الأنف تشم..فيحدث التجاذب..
و العلاقة بين الأنف و بين الجنس معروفة و محسوسة ..أسألوا أنفسكم عن أحتقان الأنف عند الأثارة..
..
ولعل موضوع الفيرمونات هو السبب في أن الله حرم تعدد الأزواج لأن فعلا المرأة لا تحتمل رائحتان في وقت واحد بل تحتاج لفترة طويلة لكي تتخلص من تلك الرائحة المؤثرة..
..
..
لكن أختلف معك في ريح يوسف..
كنت صغيرا عندما أحببت زوجتي مدالله في عمرها و شفاها برحمة منه..عرفت هذا الريح..بين المحبين..و قبل ذلك و أنا طفل ..عرفت ريح أبي
كنت أراهما بريحمهما قبل ظهورهمااااااااااا لعيني..نعم..كانت تلك الأمور تثير دهشتي..كنت أحب والدي حبا جما و أنتظره في الشرفة..كنت أقول لأخوتي..لقد جاء ..ينظرون فلا يرونه..أقول الآن سيظهر..كنت أجد ريحه..فبظهر
و كانت كذلك زوجتي أيام الحب الأول..أجد ريحها ..ألتفت ..أراها..
لعل هذا هو تلاقي الروح مع الروح..و للروح أسرار..فما تلاقى منها أئتلف و ما تناكر منها أختلف
بل أسمع كثيرا منذ طفولتي يقولون: البيت ده ريحه طيب..و البيت دي ريحه مش مريح..كنت أتعجب أي ريح و أي رائحة..فأنا كنت أرتاح في بيوت فقيرة ضيقة لناس يخدموننا..
مع الوقت أؤكد لكم أن الجماد له ريح..و تتلاقي ريحه معك فتحبه و تتنافر ريحه معك فتبغضه..سيارة..مكتب..شقة..و هكذا..
بل أن أحيانا تتلاقى ريحك مع من ليس مناسب لك سواء في مستوى أجتماعي أو حتى من دين مختلف..ألأو غيره..و لكن تلاقي الريح..يسمح لك بالتواصل الغير مفهوم الذي تجد فيه راحة النفس ..دون أن تدري
لعل الله جعل هذا الأمر لنتواصل
في الفيسبوك مثلا..تنظر..في النوتيفيكشن فترى لوجو فلان..تشعر بالراحة أنه موجود..فقط موجود..أحيانا أسأل نفسي..لماذا أبحث عن فلان و فلان..رغم أنني لم أراهم و قد لا أراهم..لماذا أرتاح في وجودهم قد يكون شيخا كبيرا أو شابا صغيرا أو أخت كريمة أو أبن أو بنت..
لكنه..الريح..
أني لأجد ريح يوسف..
أعذرني..أن عارضت حضرتك..و تحمل خرفي..و أدعوا الله أن تجد ريح هيثم..قريبا…
..
..
…..أخوك المنتظر دوما أشراقك..
ساطع بدر الدين هذا الموضوع هام جدا ومفيد ،، من فترة قريبة قرأت موضوعا عن مربي الأرانب ،، عندما تلد أرنبة عددا كبيرا قد لا تستطيع الإعتناء بهم كما يجب وقد ينفق بسبب ذلك عدد منهم ،، فإنهم يقومون بما يسمونه التبنى ،، وهو نقل بعض الصغار إلى أم أخرى قد ولدت عدد قليل ،، الأم الأخرى لن ترضعه أو تعتنى به مع صغارها لأنه ليس ابنها ،،، فيقومون قبل نقلهم برش كحول أو عطر فى أنف الأرنبة الأم البديلة لتعطيل حاسة الشم عندها ،،، وبعد فترة حين تستعيد حاسة الشم يكون الصغار قد اكتسبوا رائحتها فترضعهم مع صغارها.
يبقى عند سؤال لأستاذنا الفاضل عن تلك المشكلة التى تحدث عنها :
“قد تحدث كارثة أثناء الحمل..فجأة تتحول المستقبلات الحسية عند المرأة إلى الرمز (سالب)فيستحيل هذا الفيرمون عندها إلى عذاب..فتراها لا تطيق زوجها وبمجرد الاقتراب منها تتغير كيميائية جسدها وتشعر معه بالنفور فإذا ما بعد عنها ..بكت على تصرفها الأحمق تجاهه..
هي مسكينة لا تدري تأثير هذا الفيرمون عليها..وهو أيضا مسكين لا يعرف سببا لنفور زوجته منها..
قابلت هذه المشكلة وعالجتها بفضل من الله تعالى”
كيف عالجت تلك المشكلة أستاذنا الفاضل ليعرف الناس كيف يعالجونها عند الناس إذا ظهرت ،،، وهل نرش العطر فى أنف الزوجة كما يفعل مربى األأرانب smile رمز تعبيري ؟
وشكرا جزيلا على مشاركة هذا الموضوع القيم كالعادة
اترك رد